ایکنا

IQNA

مصر: جناح الأزهر يعرض مخطوطاً للقرآن من عهد المماليك

11:57 - January 28, 2024
رمز الخبر: 3494379
إکنا: يعرض جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب مخطوطاً لمصحف من عهد المماليك، جرى ترميمه بعد دراسات تحليلية عليه، لتخلص النتائج إلى أنه يعود إلى عصر المماليك كجزء من عبق تاريخهم واهتمامهم بالعلوم.

ويعرض جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب مخطوطاً لمصحف من عهد المماليك، جرى ترميمه بعد دراسات تحليلية عليه، لتخلص النتائج إلى أنه يعود إلى عصر المماليك كجزء من عبق تاريخهم واهتمامهم بالعلوم، سواء الشرعية أو التجريبية، ويمحو بعضاً من تزييف حقائق تاريخ حكمهم.


ويقول "د. محمود سعيد" نائب مدير إدارة ترميم المخطوطات في مكتبة الأزهر: الورقة الأولى من مخطوطة المصحف كُتب عليها أن تلك المخطوطة كُتبت عام 866 هجرية الموافق 1461 ميلادية تقريباً، وأوقفته السيدة شبوه كارقادين زوجة الأمير إبراهيم كتخدر أمير الحج فى ذلك العصر، عام 1165 هجرية على طلبة العلم فى رواق الأروام، وهو من مدارس الأوقاف الإسلامية فى عهد المماليك بالجامع الأزهر.
 
وأضاف: ظل المخطوط موجودًا فى خزائن مخطوطات الأزهر إلى أن جرى ترميمه وإخراجه للنور مرة أخرى هذه الأيام، واستخدمت تكنولوجيا التحاليل والفحوص المختلفة للتعرف على نوع الورق والأحبار المستخدمة فى كتابته، لتكشف التحليلات العلمية أن الورق المستخدم هو ورق عربي، إذ خلا من العلامة المائية المميزة للورق الأوروبى فى ذلك العصر.
 
ويؤكد سعيد أن التحليل التكنولوجى للألوان كشف عن استخدام اللون الأسود من معدن الكربون، والأحمر المستخرج من السينابار، واللون الذهبى المستخرج من النحاس، واللون الأزرق من لابيس لازولي، لافتًا إلى أن أهم ما أخبر به تحليل المخطوط هو أن المماليك استخدموا عنصر النيبوبيوم كمادة حافظة لأوراقه، لما له من خصائص مقاومة للحرارة والأكسدة؛ بهدف الحفاظ على المخطوط ضد الحشرات القارضة وعوامل التعرية ليبقى أطول مدة زمنية.
 
وأشار إلى أن عنصر النيبوبيوم وهو عنصر نادر في القشرة الأرضية، اكتشفه "تشالز هاتشيت" عام 1801م، إذ وجده في قاع نهر فى كولومبيا، وهو ما يكشف عن أن المماليك اكتشفوا ذلك العنصر، وعرفوا خصائصه ووظفوها قبل اكتشاف الغرب له بنحو 350 سنة تقريباً.
 
وأوضح أن المخطوطات التى تحويها خزائن مكتبة الأزهر ليست فقط تهم المسلمين لأنها حفظت لهم تراثهم الديني الإسلامي عبر مئات السنين، ولكن لها طابع تراثي لا يقدر بثمن لدى علماء الآثار والمخطوطات في العالم، فمثل هذا المخطوط ربما يعيد النظر عن فرضية إعادة قراءة تاريخ المماليك مرة أخرى من مصادر أكثر دقة، بعيداً عما جرى تدريسه في كتب دراسية لم تنقل عنه إلا التناحرات السياسية والحروب، وفرض الضرائب وتجاهل اهتمامهم بالعلوم العسكرية وشجاعتهم الحربية، وأوقافهم على التعليم والمدارس، والإنفاق على طلبة العلم بشكل دائم، ليؤكد أن انتقال العلوم الحديثة إلى الغرب مر عبر طريق حضارة المسلمين أولًا.
 
المصدر: بوابة الأهرام

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha